الحديقة التي وضعت فيها الزهور, ما زالت في مكانها ، كان الآخرون يساعدونني في وضعها بالشكل الملائم لطقس الغرفة . مرة استيقظت متأخرة ، اختلط حلمي بالطقس وبالدخان الذي تصاعد من الحرب ، فلم أعد أميز أين وضعت القطة الصغيرة الهاربة أطفالها وهل أكلت حقا الزّهور؟
ثلاثة قطط صغار
يقفزون من الثقوب ويأتون لنا بالكتب والأوراق والبذور التي تنتشر في التراب ويخرج العالم على شكل أشجار، لن أجدهم في اللوحات ، ولا في هدايا العشاق .
لم أكن أرغب أبدا بالخروج من ذاك الحلم ولا بالدخول الى الحديقة كما دخلتها أول مرة ، فبقيت داخلها . شبابيكها كبيرة جدا ، وهي صغيرة ، لكن الساكنين كانوا يحبونها ، يأتون اليها بسجائر وأكواب شاي .
جلست في ركن داخلها ، حتى بدأت بالاختفاء ، على غصن شجرة ، ظلت تتفرع في داخلي كثيرا ، جاء رجل أحببته ، نظر الي ولم يجدني كان ينظر الى الأوراق والنساء والبيوت
كان هناك طير أيضا أحبه ، يأتي كل يوم ليشاركني اختفائي ، جلس مكاني وبقي صوته حتى الآن يدلني الى ذاك الرجل والى تلك الحديقة والى ذاك المكان : المخيم.
هواية
كان لدي هواية قديمة ، أن اضع الكؤوس جميعها في صف واحد ، وأن أصدر الموسيقى ، وحين عدت الى هذه الهواية مجددا ، كانت اصوات كثيرة تتراطم ببعضها ، أجلس وأستمع للصحون التي تنساب كحفلة في روحي . تسقط كأس كبيرة على الأرض وننحني جميعاٌ في التقاط الزجاج والموسيقى.
سيلفيا
حتى قبل انتحارها ، بقيت سيلفيا أفقية كما تمنت ، كنت أريد أن أشبهها ، لككني رأيت انتحارات كثيرة ، الجندب الصغير يحاول القفز عن النبتة التي تشبهه حتى اختبأ في لونها وغاب. البيت الذي ظل منحنيا حت غطت الأشجار . والجملة التي رافقتنا مع أغنية جاك بريل : لا تتركيني . كل شيء افقي يا عزيزتي وسأختار الحوار مع السماء في الصفحات البيضاء جدا.
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر