تقول النرجسة: لولا نرجسيّتي
لاحترقت برمادِ الحبّ
ولأدمنتُ السماء
دمعتُ شوكاً ثم ذبلت
لم يشفعْ لي العزفُ على مسامعِ الأزهار
يردُّ عدوّ النرجسِ بمنطقِ البحر
كلّما ضربتَنا بأمواجِك
أحببناكَ أكثر
عندما كانتْ نريجسةًٌ
لم تكترثْ باليدِ التي قبلت رحيقَها
وربتتْ على خجلِها
ولم أكنْ إلا مختبئاً
تحتَ الشمس
بينَ الكلمات
لأني حين نظرتُ في الذكرى
تقمّصتُ دوري
ولما اختزلني النورُ
تساءلتُ:
ما هذا المزيج الذي يغطي المكان؟
ثمة حزنٌ قبّلَ أملاً
فضغطَ على جرحِه
وانطلقَ إلى المدى
حيثُ النجمُ يركضُ بخفّة
وتلعبُ المجرّاتُ في الكوخ
قلت اسمك
فانطلق الصدى وتراجع:
أنا الجبلُ والاسمُ لي
ولم يكنْ ثمةَ أفقٌ يبتسم
أو حلمٌ يغفو في حضنِ السرور
لا نعناع يكفي لسدِّ غموضِ الاحتراق
حينما أسقطُ يا صديقي وبّخني
أنا وفراشتي
ولوّنْ تفاصيلي بألوانِ التعجب
حتى
يذبلَ خصرُ سيلِ الماء
شيئاً فشيئاً
فقد كان
منذ قليل فقط
يهوي على الأرضِ بشموخ
وأنا
أشعر بالفراغِ المجنّح
يطوفُ بي الأفق
ويأخذُني إلى جرفِ الهاوية
حتى وإن كنتُ
ماهراً في مراوغةِ الوقت
سأقتلك إن لم تقتلني
والوقت لا يقتل
لكن يطعن
ثم يسمّم الجرح
بالمعنى
غنِّ دائماً
حتى لو عشعش الجرحُ في أمعاءِ الندى
ولا تسألِ الوادي النائم
عن أحوالِ الصياغة
تحتَ قمرٍ يغازلُ حيْرتي
لأنّ الأوراقَ ستلقي بثقلِها
على الحفيف
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر