الشجر أخضر
الشارع منبسط
العجلة تدور
الباب يفتح
المفتاح يسقط
انت تعبس
الارض تمتصني
السماء تشهد
بان الحب اذا جاء أجله
لا يستقدمه الأحبة ساعة و لا يستأخرون
ميت انت ميت
يا وجع الجمعة
ينظف النظيف حذاءه مرتين
يختار القميص مناسبا للحذاء
يلف رقبته القصيرة بشال حريري
يلمع النظيف خاتمه الفضي
و يعيده الى اصبعه الوسطى
يرفع نفس الإصبع
و يقول: اختاري لي عطري
يمر بإصبعه على الزجاجات جميعها
اصبعه اسرع مني
يختار له عطره لليوم
افتح انا الباب تمهيدا للهروب
و تبدأ الصلاة
المجموع ثلاثة يوروهات
المدفوع عمر يحتاج للدفن
عقل يرغب بشدة بحالة اغماء فوري
الباقي: كأس فارغ في يدي
اللون الأحمر ينتحر على قميصه
تسقط الازرار حزنا
الواحد تلو الاخر
تسيل دموعي خيوطا قصيرة
لا تثبت الخيوط القصيرة الازرار
لوقت طويل
تسقط الازرار كل يوم
أبكي أنا كل يوم
لأضمن رجوعها
اللون الأحمر يحيى من جديد
بدموعي
اللون الاحمر ينتحر من جديد على قميصه
حزنا علي
الياسمينات الجافة تنادي صاحباتها
تكوم نفسها في الكيس البلاستيكي
شجرة متكاملة تنام في كيس
كامرأة متكاملة تنام في مقبرة
للمجهولين الهوية
أحلام متناقصة تخرج من الكيس
لكن الكيس يلتئم جرحه
يكتفي بما فيه
و يرفض المزيد
***
اخترت لك طفلي
ان تبقى في الغيب
توقعاً.
جميلٌ
ككل الاشياء المتوقعة، جميلة
و اخترت لك توقع الحياة
و عدم عيشها
التوقع دائما اجمل
كالكلام الجميل
هو اجمل في الذهن
يخسر حين يحكى
يخسر حين يسمع
يخسر حين يُنقل
لا ارضى لك الخسارة
سأحفظ لك مرحك هناك
استمتع بالغيب
سأحفظك هناك رصيدا لي
اتوقعه لأبقى
انا أم أنانية
تخاف الواقع
***
هناك عيون تمتص
عيون تعكس
عيون تقبل
عيون ترفض
عيون تنكر الضوء
لا يغير الضوء شيئاً في عينيك، لا يضيف حباً إليها
لا تعكس عيناك العتمة
لا تغير العتمة شيئاً في عينيك
لا تنقص منها شيئاً، بل تضيف الى ظلامها الجامد
جموداً أبشع
هذا ما يدفعني الى عدّ أزرار قميصك كلَّما اقتربت مني
أزرارك تمتصّ، تعكس
تقبل، ترفض
و لا تنكر شيئاً
***
الولد الأبله يلعب بالكرة المثقوبة
يحسبها سليمة
يعاتبها، يحفزها: “نطي، نطي”
الكرة لا تسمع
الولد يكرر محاولاته
و الثقب يكبر
***
ان تقف على الهاوية و لا تهوي
قضاء و قدر
يعني انك محظوظ
ان تقف على حافة الهاوية و لا تهوي
لانك حبست نفسك
يعني انك ايجابي
ان تقف على الهاوية و لا تهوي
لانك تخاف من لحظة الارتطام
يعني انك جبان
***
كلما بحثت لي عن هزيمة
بحثت لك عن حصان
سيد المعارك انت يا حب
كلما رمى الشجر باوراقه و استسلم
مع اول تهديد من غيم
رميت له امنيات للعام الجديد
سيد التخلي انت يا شتاء
كلما استرخت الرياح
على شباك الغرفة
اقرا تاريخ الغبار
من اين اتى و كيف تطور و تغير شكله ثم استقر
على نافذتي
سيد الحياة انت يا غبار
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر