يرموك
ثلاثون عاما أو يزيد
تأسرني رائحة ما: ربما رائحة الرطوبة في المطبخ المعتم- بيت عمي
ربما رائحة الثلج على جبل الشيخ – الأبيض نافذة الطفل
ربما رائحة الحزن في عين عمي “الكريمة” – لعنة من رمل حيفا
ربما رائحة الحديقة التي آلت معسكرا
……وربما
وفي اليرموك أضاءت لي دمشق مصباحين
واحد من زيتونة لا شرقية ولا غربية
وآخر من لهيب عروشها
قال صديقي الشاعر
“بردى وأصعد يا دمشق على خواتمي الأخيرة”
وأقول
لو كان البُراق مطيّتي
لفلقت قلبك بردى
يرموك
تعصف بي رائحة الحشد الصاعد في الريح
أول الحشد هنا
في محطات القطار، في سِفر الخروج، في بطاقة التخفيض، في حرب البسوس، في اختلالات البنوك
وفي الصورة الشعاعية لجَنين دُنيا- زوجة ثائر (صديقي من اليرموك)
لو كان البراق مطيتي
لصدّعت أبواب الجحيم
أول الحشد هنا
في فطنة الأسوار، في الحب الشحيح، في انكسار الروم، في صعود الفرس، في صعود الروم في انكسار الفرس
في التحية، شبهها أو ظلها، وفي مساحيق البطالة……فيما تشاء ولا تشاء
لو كان البراق مطيتي
لما رجعت من السماء
يرموك
آخر الحشد هنا(ك)
عند عتبات القيامة
* القصيدة مهداة إلى الصديق عماد موسى في مخيم النيرب
حكمت درباس: باحث دكتوراه في حقل دراسات الشرق الأدنى القديم، جامعة لايدن، هولندا
اللوحة :
The Tamer © Imranovi
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر