من مقابلة أجراها موقع “نظرية الهوية Identity Theory” مع الكاتب الراحل إدواردو غاليانو.
– كتاب المعانقات “The Book of Embraces“؛ هل هو ذروة غاليانو؟
غاليانو : ذروة؟ … لا أعلم
– هل هو نهاية حقبة؟
= لا أؤمن بالذروة. أجمل أيامي هو اليوم الذي سيأتي: غدا. أعني اليوم الذي لم أعشه بعد. لذلك لا أؤمن بالذروة. كلمة الذروة تخيفني. تذكرني ب …
– آسف
= تذكرني بالموت (يضحك). لحياة غموض مذهل؛ كيف تموت وتحيا مرات عديدة .. لا ليست ذروة. الكتاب هو شيء أكتبه على الطريق أثناء مسيري.
– إذا، هل يشكل الكتاب مرحلة أو علامة ما؟
= يشكل؟
– هل يشكل قطيعة مع الماضي أم إستمرارية؟
= لا هي إستمرارية، منذ كتابي “الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية”، بدأت أنظر للعالم من ثقب مفتاح. بدأت أكتب قصصا قصيرة وأدمجها كموزاييك. كمجموع تبدو القصص كمحادثة بين خبرات مختلفة، عواطف، أفكار، وأصوات.
– تقول في مقدمة الكتاب أن نصوصه كتبت على مدار سنوات. دمج النصوص في كتاب واحد يغير نوعا ما لون النص وتكافؤه مع الكل. هل كلفك فعل ذلك مجهودا كبيرا؟
= لا لا الكتب ذاتها تكتبني، هي التي تقرر كل شيء. أنا أداة فقط. وهذا الكتاب جاء من 600 قصة قصيرة كتبتها سابقا. في النهاية 333 من تلك القصص قررن أن يكن كتابا. مهنة الكاتب تشبه كثيرا مهنة الحائك؛ خيوط كثيرة بعدة ألوان تأتي من أماكن مختلفة. ألوان مختلفة وأصوات مختلفة تؤلف بساطا واحدا أو جوقة واحدة.
– نسيج؟
= نعم نسيج. في بعض الأحيان، فظيع التفكير أنه ليس هناك مكان في البساط لبعض الخيوط. من المؤلم حينئذ أن يتم إهمالها.
– أود أن أسألك إن كان بإمكانك قراءة مقتطفات تحبها من الكتاب. هل بإمكانك قراءة الجزئين الأول والأخير؟. يبدو أنك اخترتهما بعناية فائقة.
= الجزء الأول :
نحن مصنوعون من الزمن، نحن أقدامه وصوته. أقدام الزمن تمشي في أحذيتنا. نعلم أنه عاجلا أم آجلا ستأتي الريح وتمحو آثار أقدامنا، لم يمر أحد، لا وجود لخطوات أحد، فقط أصوات الزمن تتكلم عن الرحلة
والجزء الثاني … ما هو الجزء الثاني، يبدو أنني نسيت
هو الأول دائما حين تقترب النهاية … المخلوق النشاز، العصفور الذي لا يتعب، يوقظ سادة الغناء، وقبل أن يخرج ضوء النهار، تبدأ كل طيور العالم بالنشيد على النافذة، تبحر فوق الزهور والانعكاسات. بعضها يغني للحب، للفنون، البعض الآخر يقرأ الأخبار، أو يغتاب الآخرين، أو يطلق النكت. هناك من يلقي الخطب وهناك من يعلن مجيء الضوء. لكنهم كلهم، كلهم؛ الفنانون، المراسلون، النمامون، والمجانين ينضمون إلى أوركسترا واحدة. هل تعلن الطيور مجيء الصباح؟ أم بالغناء يخلقونه؟
– مع وجود حقائق فظيعة على الأرض، تحاول أن تذكر قراءك دائما أن هناك 2 مليار دولار تصرف كل يوم على قتل الإنسان لأخيه الإنسان
= أكثر من ذلك
– 2.6 مليار
= 2.6 مليار في اليوم. إنها فضيحة. هل لك أن تتخيل ذلك؟. كل ذلك مخصص لفنون القتل
– في سياق ذلك المشهد، كيف بإمكانك أن تستمر في نقاش واكتشاف حقائق أكثر فظاعة؟
= نعم، لأنني أؤمن بالتناقضات. أعتقد أن المصدر الرئيس لجميع طاقات الحياة يكمن في التناقضات. إن كان لديك ظلام، فإن لديك نور. إن كان لديك نهار فهناك ليل. إن كان هناك شر فهناك خير، وكل شيء مختلط تماما. إن كنت أتكلم عن الفظائع، فأنا أيضا أتكلم عن المعجزات المختبئة حيث تسكن تلك الفظائع. لذلك فأنا أحس بالهزيمة أحيانا، لكنني أنهض. لا أعرف لماذا ولا أعرف كيف، لكنني أنهض. على الرغم من ذلك، ليس لدي ثقة بالمتفائلين على الدوام.
– غالبا، هؤلاء المتفائلون يتعاطون دواءا ما
= لا أعتقد أن “المتفائلين دائما” بشر.نحن البشر ضعفاء ومتناقضون، والإيمان البشري متناقض مثلنا تماما. على سبيل المثال، أنا متفائل في الصباح، حتى الساعة 11 صباحا. بعد ذلك أنا متشائم.
ترجمة : أشرف الزغل
عن الطفولة والكتب – مقابلة مع امبرتو إيكو
نتواصل مع العالم من خلال جذورنا
قصائد للشاعر المكسيكي خورخي كونطراريس هيريرا