وأكثر الرجال حظوة عند النساء: من عظمت فيشلته (رأس الذكر)، وصلبت رهزته، واشتدت ضمته، وعنف إدخاله، وبعد إنزاله، وحلا ماؤه، ولم يداخله عجلة الأحداث، ولا هيبة الالماس، وكان طيب المشاهدة، حلو المفاكهة، قويا على المعاودة.
سئلت امرأة: أي الأيور أحب إلى النساء: الغليظ الكبير أم الدقيق الصغير؟
قالت: أما سمعتم قول القائل: أحسنها العشيري، الغليظ، الكبير، الضخم الكمرة، المكتنز الناتئ، المعروق، المشرف، المتين، العريض القفا، الركيز الأصل، الذي إذا اشتد نعظه طمح رأسه طموح الفرس، فذاك الذي يكرم مثواه، ويلزم قواه، ولا يستبدل به سواه.
وأما الأير المعقف، الشبيه برجل الغراب، الدقيق أصلا، الواهن وسطا، الذابل فرعا، الملتوي عنقا. فاطردوه واتخذوا سواه.
وقيل لها: أيهما أجود وألذ: الحر الضيق أو الواسع؟
قالت: الضيق من الأحراح بمنزلة الإلحاف الدافئ في الشتاء.
وأما الواسع فبطيء العمل. وأفضل الأحوال ضمها فخذيها عند جولان الأير في قعر حرها.
وقيل لها: الشعرة الطويلة خير أم القصيرة المحلوقة؟
فقالت: الشعرة الطويلة تبرد النفس وتطفي الحرارة، وتخل بركن النيك وتطرد الشهوة.
والمحلوقة تهيج الشهوة، وتضرم نارها، وتشعل توقدها، والتهابها، وتسعر النيك، وتشفي النهم.
وسئل آخر عن الحر النقي والركب المحلوق.
فقال: إن ذلك يشبه الفرس المعقود الذنب على حال جريه في الرحل.
فقال آخر: الشعرة الطويلة تطفئ شهوة النيك، وتخمد نار الأير، وتذبله وتصده عن الحر.
والمحلوقة تشد الفؤاد وتحيي الشهوة، وتشفط الأير وتنشطه.
وقيل لآخر: ماذا تقول في شدة الرهز، وقوة العصر، وسل (نزع) الأير بشدة؟
فقال: أما الرهز ففيه تهيج الغلمة من الرجل، ونشاط له، وشحذ لقلبه، وإثارة لشهوته، وجلب للنيك واقتياد له، ووصول إلى قضاء النهمة، كما أن السفن تسرع الجري في الأنهار، وتقطع الطريق البعيدة بشدة الخوف، كذلك الأير يسرع عمله بشدة الرهز، والخفض، والسحق، والحك، واللمس، والعصر.
والنيك: يطيب بالسل والغمز، وكثر الرفع والخفض، والهمهمة والنصب، والبسط، والقبض والتقديم، والتأخير، والنخير، والحضب، والشخير والصهيل والحمحمة، ومداومة الصفق، وجودة السحق، والتقريب بالاير في الحر والتصعيد، والجولان به تربيعه وتثليثه، والتوقف به في كل صدغه، ويضرب به خارجا من لدن فرجها إلى سرتها، وتضرب المرأة به على بطن الرجل.
* من كتاب “نواضر الأيك في معرفة النيك” لجلال الدين السيوطي
عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين خن الخضيري الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي، (القاهرة 849 هـ/1445 م- القاهرة 911 هـ/1505 م) من كبار علماء المسلمين.
كان السيوطي من أبرز معالم الحركة العلمية والدينية والأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، حيث ملأ نشاطه العلمي في التأليف مختلف الفروع في ذلك الزمان من تفسير وحديث وفقه وتاريخ وطبقات ونحو ولغة وأدب وغيرها، فقد كان موسوعي الثقافة والاطلاع. أعانه على كثرة تأليفه انقطاعه التام للعمل وهو في سن الأربعين حتى وفاته، وثراء مكتبته وغزارة علمه وكثرة شيوخه ورحلاته، وسرعة كتابته، فقد اتسع عمره التأليفي (45) سنة، حيث بدأ التأليف وهو في السابعة عشرة من عمره، وانقطع له (22) عامًا متواصلة، ولو وُزع عمره على الأوراق التي كتبها لأصاب اليوم الواحد (40) ورقة، على أن القسم الأكبر من تأليفه كان جمعًا وتلخيصًا وتذييلا على مؤلفات غيره، أما نصيبه من الإبداع الذاتي فجِدّ قليل.
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر