-1-
سيكونُ دمٌ كثيرْ
سيتحرك كالمادة المعتمةِ في كليشيه فارغْ
سيرشح من الستائرِ في البيت النيءِ النائي
كما يحدثُ في
فيلمٍ سينمائيٍ رديءْ
سيدلف من السقوف كميلاد بغلٍ سَماويْ
كبطنِ قيصر في
يد بروتس
او كأثر حصان المتنبي المشبوح على
مَهلْ
بين شُرفة فوكوياما وبغدادْ
أو
كما يبولُ كلبٌ في
حديقةٍ عامة
-2-
موسم صيدٍ زاخرٍ
بالكلابِ السمينةِ
تركض خلفَ
ضروع ذوات الدمِ الحارِّ
في عِلِّيَةِ الكابوسِ الكبير
تركض
امام النبلاء ولا
تجد صيداً لِمَساءِ المَلِك
فتأكلُ بَعضَها
يَضْحَكُ النُّبلاءُ
وفي معدة الفريسةِ البيضاءِ
يكبر غرابٌ سعيدْ
-3-
سيكون دمٌ كثير
سيركد على الارض بانتظار عمال النظافةِ
وان لم يأتِ عمال النظافةِ
سيتصرف الدم كصاحب بيتْ
سيرقد قليلا بانتظار وجبة اخرى
تدفعه باتجاه ما
الى الأسفل حيث الجارة التي
تشتكي دائماً من الضجيج ولا تعلم ان
هناك احتمالات اكثر فظاعة
الى الجوانب حيث
ترقد القطة هانئة بأخبار القنوات التلفزيونية، ولا تعلم
ان الصور الملونة هناك هي
كائنات تأكل وتضجر وتموء مثلها تماماً
وان اللون الأحمر هو اكثر من تفصيلٍ جَمَاليْ
-4-
سيكون دمٌ كثير
وسيتحرك في زوايا كثيرة
وسيلسع كل من يقترب منه
لكنه لن يصعد إلى فوقْ
لأنه وبالرغم من قوة الأمل
هناك قوة أخرى تدعى المادة المعتمة
الأمل والدم يشتركان بذات الصفة
ويسقطان من مكان ما بسبب ذات الصفة
مع فارق في ردة فعل المكان
وتفاصيل المادة المعتمة
حين تزحف بين الكليشيهات الفارغة
عن الأيام
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر