أعلن أمس الخميس 5/6/2014 في تورونتو عن فوز الشاعرة الكندية آن كارسون بجائزة غريفين لعام 2014 عن كتابها “وثيقة حمراء”؛ الكتاب الذي يجمع أنواعا أدبية عديدة في ذات النص. وقد فازت الشاعرة الأمريكية بريندا هيلمان بفرع الجائزة الثاني عن الشعر العالمي وهي الجائزة التي فاز بها الشاعر الفلسطيني غسان زقطان السنة الماضية.
اشتهرت كارسون في التسعينيات من القرن الماضي بأسلوبها المتجدد والمنوع. تشمل اهتمامات كارسون الشعر، المقالة، القصة، الفنون البصرية، والترجمة. في “وثيقة حمراء” تقدم كارسون خليطا من الشعر والدراما كعادتها، مع تناص مع نصوص قديمة للشاعر الإغريقي ستيسيكورس (632-556 BC). يتمحور الكتاب على شخصية G؛ الانطوائية التي تقرأ بروست ودانييل كارمز السوريالي في أغلب الأحيان، وشخصية أخرى تدعى “حزين لكن عظيم” ويدعى أيضا حزين؛ وهي شخصية خرجت للتو من الحرب وتعاني من نتائجها. شخصيات أخرى من وحي الميثولوجيا اليونانية تحوم في النص وترافق G وحزين في رحلتهما التي تقود إلى عيادة في أقصى شمال الأرض.
في نص كارسون الغريب تتداخل أمور كثيرة؛ الآلهة والبشر، الجنس الذكري والأنثوي، الشعر والنثر تماما كنص اغريقي لكن مع اضافة الانزياح الزماني والمكاني وحبكة كارسون الذكية. يقول النقاد في كارسون أنها تكتب النص الغامض لغرض الغموض فقط لا لشيء آخر، لكنها تفعل ذلك بسلاسة وإقناع. تلعب كارسون باللغة، بشكل القصيدة على الورق، بالمجاز. أو كما يصفها أحد النقاد “مجازات كارسون مربكة، تلتوي، وتنزلق من الجمل”.
تقول الناقدة كاترين شولتز عن كتاب كارسون الفائز بالجائزة:
“تكمن عبقرية كارسون في هاجسها الدائم أن تمنح المعنى كاملا لشظايا ومفردات النص الغامض. تعلق القطع هنا وهناك، ويبدو لي أن كارسون تجد الإسم المناسب لكل شيء، شخصياتها، هذا الكتاب، وهذه الحياة”
من نصوصها الرائعة؛ المقالة الزجاجية، التي تسرد انقطاع علاقة عاطفية بأسلوب يمزج بين السوريالي والرومانتيكي:
أنا
أسمع نقرات في حلمي
الليل يقطر من حنفية فضية
في الخلف
الساعة الرابعة صباحا. أستيقظ. أفكر
في الرجل الذي
غادر في أيلول
كان اسمه لاو
وجهي في مرآة الحمام
فيه خطوط بيضاء
أغسل وجهي وأعود لسريري
غدا سأزور أمي
هي
تعيش في مستنقع في الشمال
تعيش وحيدة
يبدأ الربيع مثل شفرة هناك
أسافر اليوم كله في القطار وأحضر كتبا كثيرة
بعضها لأمي وبعضها الآخر لي
منها “المجموعة الكاملة لإيميلي برونتي”
كاتبتي المفضلة
خوفي الرئيس، الذي أريد مواجهته
كلما زرت أمي
أنني أتحول إلى إميلي برونتي
حياتي الوحيدة حولي كمستنقع
جسدي الأخرق يتعكز على الطين مع نظرة للتحول
تموت في الطريق إلى باب المطبخ
ما نوع اللحم الذي نريد طبخه عزيزتي إميلي
ثلاث
ثلاث نساء صامتات على طاولة المطبخ
مطبخ أمي معتم وصغير لكن خلف النافذة
هناك مستنقع، أعجزه الجليد
يمتد على مدى العين
أميال مسطحة تنتهي بسماء بيضاء مطفأة
أمي وأنا نمضغ الخس بعناية
الساعة في المطبخ تصدر طنينا خشنا يتقافز
بعد الثانية عشرة بقليل
إميلي في الصفحة رقم 216 تنفتح على حافة الصحن
وأنا أراقب أمي بشكل خفي
ألف سؤال يضرب عيناي من الداخل
أمي تدرس الخس
وأنا أقلب إلى الصفحة 217
ترجمة: أشرف الزغل
إميلي برونتي: شاعرة وروائية انجليزية اتسمت شخصيتها بالغموض والخجل، مع شجاعة ذاتية في نقد ذاتها مما تسبب لها بمشاكل نفسية دائمة
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر