أصعد النافذة المفتوحة على ثديي قروية ترضع الأرض
شفتاي مكبلتان بالسخام و تعب الصحراء
أصعد، حاملاً المدينة تحت إبطي
بيوتًا ملطخة بالقهر و الابتسامات الباردة
أرى:
لو سيفورس* يقشر برتقالة البحر
أنتحب بين يديه
لو سيفورس، اعطني سكينك و خذ جسدي
– لو سيفورس، اعطني قدميك و خذ ذاكرتي
الطافحة بالأسماك الجميلة الميتة
– لو سيفورس، اهدني مسدسًا أثقب به
جمجمة الليل أو اهدني موتًا حقيقيًّا..
فلمّا أزل متوغلاً في نفق البكاء،
أترك أثرًا، زنبقة في صدر امرأة، و أموت.
و لمّا أزل أستلقي على أرصفة الدنيا،
أحلم كخروف بالحشائش و التبغ و الجدران الخمسة
و في الصباح أترك أثرًا، بقعة دم متجمدة،
و أموت.
الرسائل أيضًا
أدسّ فيها زهور اللوتس و جوعي
و أوزّعها على بريد العالم
فيرسلون لي في طرد مضمون قنبلة ناعمة
تنسفني، و أموت.
لو سيفورس..
هل رأيت الشمس و هي تتدلى من حبل مشنقة؟
لقد كانت أمي تحبها كثيرًا
و تطرز لها في الشتاء قميصًا من خيوط شجرة عينيها.
هل تعرف أين تختبئ الأقمار القديمة؟
مرّة فتحت تلميذة صندوقها الخشبي الصغير
الذي تضع فيه كتبها المصوّرة
و كنت أختلس النظر كقط ذكي
فرأيتها:
عشرة أقمار..
عشرة أقمار صغيرة لامعة!
..
صورة: – لوسيفورس يأكل برتقالة البحر-
صوت: -لوسيفورس، أطعمني، فأنا جائع.
* لو سيفورس: اسم رئيس الشياطين في التراث المسيحي
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر