مات ابي و مات الشجر
أبي يحب الكعك باليانسون و يحب الصباح
يبتسم .. لكنه
أبي تعِبٌ
ابي
ٌ تَعَبُ الوجوه الصغيرة مرسوم
على يديه شرايين
كثيرة ظاهرة و خفية
أبي
جوعُ الأسنان اللبنية يغسل عينيه مشياً
الى معمل البلاط
نوم الأسنان اللبنية
ينقي دمَه من الكوليسترول الضار
أبي نام عندما استفاق الكوليسترول
أبي نام عندما أصبحت الأرضيات الخشبية موضة
لهذا حبيبي لن أمشي أبداً على خشب
***
أبي يحب الأرض سمراء
مئتا متر تكفيني، يقول للسماء
عشر زيتونات تحمي صدأ معدتي بزيتها
هذا الحصان الإسمنتي الأعمى الذي دهسها
حسدٌ
هو اشتهاء الجيران لفيّها
هذا الحصان الاسمنتي الذي يركبه نتنياهو
ابتلاء، لعنة الآلهة لأني لم أقدم زيتي قربانأ
يصبُّ أبي الزيت على الجدار
و يبكي: علّ الزيت يليّنه
و تعود لي سمرائي
نام أبي عندما استفاق الكوليسترول
نام أبي عندما كبر الجدار و علا
لهذا حبيبي أحبُّ البيت بلا جدران
و في خيمة يا حبيبي أنا لن انام
فأنت تعرف جيداً من تاريخنا حكاية الخيام
جديلة صغيرة في مخيم الزعتري
جديلة صغيرة
على شكل سرب حمام
قَطّعها السيف المختلّ عقلياً
باسم الله
تفرّق الحمام
حط على نافذتي
يحمل في أحشائه
فاكهة ذابلة
ظلال خيام
الزعتري
وغبارا اصفر كان يملأ افواه
الطناجر الواسعة
هناك
خطت الجديلة على كيس الأرز
اول خطوة للحلم
أرز الأمم المتحدة له تاريخ
طويل مع الاحلام
يسأل المذيع الجديلة
بماذا تحلمين
قالت : أأأأ ر
أأأأ ر يي
أريد أن أنام
تقص الام الجديلة و تسألها
بماذا تحلمين
تقول: أريد أن انام
تحفظها الام في كيس الارز الفارغ
و تمسح باقي الرأس بالكاز
يخرج القمل غاضبا ً
هاتفاً: حرية
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر