صرت ظلَّ غيمة، وخيّمتُ فوق السهول
على الطريق حطابٌ يحمل على ظهره حمل الحطب
عابرٌ صامتٌ، كساه الغبارُ، قال في نفسه:
هه! ما هي فائدة أن يكون الإنسانُ ظلَّ غيمة؟
صرت غزالاً برياً أعدو في الجبال وفي الصحراء
الأطفال في السهل يتضاحكون فرحاً
مرّ حنطورٌ قديمٌ، قال السائسُ العجوز في نفسه:
هه! ما هي فائدة أن يصبح الإنسان ظبياً برياً دون أليف في السهل البعيد؟
صرت يمامة برية أقف في أعلى البرج المهدم
الفلاح علّق ثوبه على خشبة فوق بيدره
حارس السهل تطلع إلى خارج كوخه الظليل وفرك يديه وقال في نفسه:
ما هي فائدة أن يصبح ابن آدم يمامة برية وحيدة فوق برج قديم؟
صرت سمكة بحرية أطوي المسافات من الغوطة الحزينة حتى الخليج البعيد
الطائر البحري صرخ بحرقة على الساحل المهجور
الملاح قربَ قاربه على الرمال الرطبة قال في نفسه:
ما هي فائدة أن يصبح الإنسان سمكة هائمة في البحر خرساء باردة؟
صرت غزالاً برياً أهيم في الجبال والصحارى
صرت ظل غيمة أخيّم فوق السهول
صرت حمامة برية أنشد الامتلاء من السموات
صرت سمكة بحرية أسبح في المياه العكرة
ارتديت خرقة الدراويش وقرأتُ الأوراد
صاحبت البكم بحثاً عن الأسرار
انتعلتُ سبعة أحذية حديدية وسرتُ نحو جبل قاف
طائر كان أسطورة، قرأت الأسطورة وعدتُ
اجتزت أراضي الأقاليم السبعة مترنحاً
طرقتُ باب منزل السحرة ولم يرمِش لي طرف
فتشتُ عن ذي همّة عالية في الجبل والسهل والبحر، وعبثاً بحثت،
ثم صرت سهماً واستقررت في نار الشعب
ترجمة : عباس دلال
عن الطفولة والكتب – مقابلة مع امبرتو إيكو
نتواصل مع العالم من خلال جذورنا
قصائد للشاعر المكسيكي خورخي كونطراريس هيريرا