سكون
الصوت النابض من قلب المطبخ
تنغن تنغن
يؤمن بالجوع وبالخراف الهاربة من قبضة الجزار هذا الصباح
وحبة بندورة حرمتها المواد الهرمونية فرصة التمتع بمعادن الارض
الصوت النابض من قلب جارنا
وراء الحائط
نن ننن تن تن
يؤمن بالشمس البيضاء التي تجتاح غرف النوم الفاسدة
ولا تسمح بالنوم لساعة اضافية واحدة
صوت الحياة في نفس القطة البيتية
هووف هييث
يؤمن بالدفء الهارب من تحت لحافك
عند القدمين
تنتش دفئك كل خمس دقائق
ولا تشكوها
الصوت الغاضب في منبه هاتفك صباحا
عسكري شجاع يؤمن بالتقدم التقدم لا رجوع
يلكزك في اذنك كما يلكز حمار من قفاه ليمشي
الصوت النابض من قلب وسادتك
سكون
يؤمن بالموت كنتيجة لعدم حبك لي
علب البيرة الفارغة
أنا حزينة
لأن الفراغ الضخم يملأه كتابان
و أغنية مسجلة حديثاً لا أفهم نصف كلامها
لكنها تذكرني بالوقت الضائع
أنا حزينة لأن الفراغ الضخم
يملأه
رجلٌ برِجلٍ واحدة على عجلات متحركة
و امرأة تستغل طفلاً صغيراً
لتجمع المال
وتشتري علب البيرة
وأخرى تستغل طفلها لتجمع المال وتشتري له الألوان الزاهية على قطعة جاتوه
أنا حزينة، لأن المفارقة بين أمومتهما تملأ فراغي الضخم
أنا حزينة
لأن عبء الوقت زال
في المشاهدات العامة
و عبء الوقت سال رسوماً
على كراستي الخارجة من كراسة صديقتي القديمة
أنا حزينة لأن الكراسات تتولد
وحكايتي ثابتة لا تولد
ولا تلد
رغم كل المشاهدات العامة
أنا حزينة فعلا ً
لأن الطفل يلهو بعلب البيرة الفارغة
حزينة جداً
لأنه سعيدٌ بصوت فراغها الداخلي
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر