المكان: مسرح القبة
الزمان: قبيل القيامة
قبيل فجر القيامة بقليل، كان الأمير في مسرحية قارعة الطريق قد تسلق حبال البرج الذي تُحبس فيه أميرته وتقف على نافذته وكانت ضفيرة شعرها تتدلَّى حبل نجاة؛ وقف الممثل الفاشل مرتعباً من طول البرج واضطراره لتسلقه، وشهقت الأميرة شهقة لاإرادية حين رأته يحمل فسيلة مُبرعمة، بدلاً من السيف الباتر، الأمر الذي أضحك الجمهور، فقالت الأميرة: لوقتيش راح استناك حتى تنقذني، يقطع عمرك!!
كانت الشمس بحكم العادة قد تسلَّقت حبال برج السماء ليبزغ نهار آخر في مكان آخر في العالم؛ وكانت الشمس تلهث وتعرق كرات من لهب وتزفر انوارها التي كانت تتكسر مجهضة بها كغلالة أكليل مِن حولها، حتى بادر الله بمشيئته وقطع الأمر وقطع أرواح خلقه وقطع حبال البرج فوقعت الشمس وقعتها الأخيرة، الأمر الذي أحرق باروكة الأميرة. انفجرت الشمس، وتجرعت العتمة حشاشة الأنوار، وعجَّ مسرح القبة بالخلق والممثلين وأسمائهم، وفجُرَت القيامة بأصوات البشر والأطفال والباعة المتجولين وجمهور المسرح، حتى صمت الجميع وسمعوا شتائم متظاهرين كانوا يغيرون على المسرح ليحرقوه بمن فيه لأنًَّ ممثلاَ يمثِّل فيه دور الله وهو يقطع حبال الشمس. صمت الجميع وأصاخوا سمعهم لكنهم تمكنوا آنئذ من سماع صراخ الأميرة، قائلة: يخرب بيتك، انحرقت باروكتي، بتستناني انحرق!؟ سيبك من هالفسيلة!! لوقتيش راح استناك حتى تنقذني، يقطع عمرك!!
2-8-2012
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر