اجرت مجلة ” نيو ستيتسمان ” البريطانية العريقة لقاءا مع الروائي التركي المعروف أورهان باموك الذي سبق وحاز على جائزة نوبل للأدب عام 2006 وذلك بمناسبة صدور الطبعة الجديدة الثالثة من روايته الشهيرة “البيت الصامت” : الكتابة كحدث أخلاقي / أورهان باموك ” باللغة الإنكليزية ، وقد أجاب على جميع أسئلة المجلة بصراحته المعهودة وأسلوبه الذي ينم عن ثقافة واسعة ما يمكن أن تكون نافذة مفتوحة للدخول الى عقل وقلب هذا الروائي .
– نشرت رواية ” البيت الصامت ” في تركيا منذ 30 عاما ، واليوم تقدم ثالثة إلى اللغة الإنكليزية ، ترى كيف هو شعورك بعودتها بعد كل تلك الفترة الطويلة ؟
– الرواية ذكرتني بأيام الكفاح والمعارك السياسية والقتل في شوارع اسطنبول عام 1970 وقد انتابني بعض الحنين لها وانا أجدها تنشر هنا مرة أخرى ، الرواية تنطلق من قرية صيد صغيرة تقع خارج اسطنبول الآن تحولت الى منتجع صيفي للأغنياء وهي جزء من المدينة الآن ، الرواية كنت قد وضعتها مباشرة قبل الإنقلاب العسكري عام 1980 عندما كانت البلاد تعيش في فقر مدقع والتغيير السياسي والاجتماعي كان غير مرئي لعدة أسباب ، لكن الشيئ الذي تعلمته من إعادة قرائتها هو أن هناك المزيد من الإحباط بين الناس كمثل شخصياتي الذين يعيشون في تركيا اليوم وسط صراعات سياسية ودينية وقومية ومنها ما هو حتى معادي للغرب ولا تزال تلك الشخصيات تدور حول هذه المواضيع .
– بسبب الظهور المتأخر للرواية هنا ، القراء الناطقون بالإنكليزية لديهم صورة مشوهة لمسار حياتك الكتابية ؟
– لا ، هذا القول بالتشويه قوي جدا ، إسمحوا لي أن أطرح السؤال بهذه الطريقة : كل ما عندي من الروايات يمثل المعضلة نفسها ، تركيا تتصارع مع التقليد والحداثة . يضاف لها المجتمع التركي المتعدد الأعراق ، هنا تكمن المشكلة .
– الرواية لاتخلو من قلق سياسي حول استقرار تركيا ؟
– ستواصل تركيا اتخاذ أوربا كنموذج بالرغم من السلطوية في الحكم والتي لن يتم تسويتها بسهولة ، لكنها ستواصل بحثها عن الديمقراطية .
– التوترات بين الشرق والغرب ، الحداثة والتقليد دائما ما يكونان مواضيعك كروائي ؟
– هذه المواضيع ليست نقطة البداية لي ، أريد فقط تصوير الحياة اليومية ورواية “البيت الصامت” هي صورة للعائلة التركية حقا ، لكنها تبحث بالتأكيد عن العلمانية بشكل قطعي ، كانت طموحات الجيل الأول من تلك العائلة في وقت تأسيس الجمهورية التركية هو موالاة الغرب وهو ما يتناقض دائما مع المثالية غير الواقعية الآن ، فتفاصيل الحياة اليومية التي تبدأ دائما من رجل الشارع هي دائما أكثر اقناعا من الأوهام السياسية التي عاشتها الأجيال السابقة .
– هل للكتابة مزايا لديك ؟
– من مزايا الكتابة أنها حدث أخلاقي بالدرجة الأولى ويجب أن يتكون هذا الحدث من فعل التواضع لدى الكاتب ، وأنا دائم المحاولة في رؤية العالم من خلال عيون الآخرين .
– أنت معجب بفوكنر ، ما هي حدود هذا الإعجاب لديك ؟
– جون أبدايك كتب ذات مرة أن جميع كتاب العالم الثالث تأثروا بفوكنر، ويستند تأثيره على حقيقة أنه كتب عن أمريكا من زاويته الصغيرة في ولاية ميسيسيبي ، نثره غريب ، وهو مبتكر عميق التجريب ، وشخصياته جريئة ولاتزال كتاباته حتى الآن تتسم بالأصالة ويزداد قراؤه يوما بعد يوم في جميع أنحاء العالم .
– هذا صحيح وهو يشبه جيمس جويس الذي له تأثير كبير عليك .
– نعم بالطبع ، فوكنر يلي جويس ، على الرغم من أن جويس كان أكثر قلقا في كتاباته ، مع أن فوكنر كان أكثر تصويرا لمجتمعه دون ان ينتابه أي قلق بينهم .
رواية ” البيت الصامت ” ستتولى نشرها دار نشر
faber and faber limited london
عن / مجلة نيو ستيتسمان .
عن الطفولة والكتب – مقابلة مع امبرتو إيكو
نتواصل مع العالم من خلال جذورنا
قصائد للشاعر المكسيكي خورخي كونطراريس هيريرا