ان حس المواجهة المشحونة بين عالم عربي يتحدد على نحو عاطفي غالبا واخر غربي أكثر تمرسا في العاطفة آل في نهاية المطاف الى طمس وتفريغ وإزاحة حقيقة ان “الاستشراق” صمم لكي يكون دراسة في التطبيق النقدي وليس تأكيدا لهويات متحاربة ومتناحرة بصفة ميئوس منها …..
الفارق بين الاستجابات العربية على “الاستشراق” وسواها من استجابات هو كما أعتقد، مؤشر على عقود الفقد والإحباط وانعدام الديمقراطية، وكيفية تأثيرها في الحياة الفكرية والثقافية في المنطقة العربية. لقد رأيت وقصدت أن يكون كتابي جزءا من تيار فكري سابق الوجود، هدفه تحرير المثقفين من أغلال أنظمة من نوع الاستشراق. كذلك أردت أن يستفيد القراء مما قمت به لعلهم ينتجون دراسات جديدة خاصة بهم، تكون كفيلة بإنارة التجربة التاريخية للعرب والآخرين وفق طراز كريم ومكين.
لقد حدث ذلك دون ريب في أوروبا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وشبه القارة الهندية، والكاريبي، وايرلندا، وأمريكا اللاتينية، وأجزاء من أفريقيا، وانني لبالغ السعادة والرضى لأن “الاستشراق” قد شكل في الغالب، فارقا في الدراسات النشطه للخطابات الأفريقية والهندية، وفي تحليل تاريخ التابع وفي أعادة تجسيد ما هو ما بعد كولونيالي في الأنثروبولوجيا والعلوم السياسية وتاريخ الفن والنقد الأدبي والعلوم الموسيقية, فضلا عن التطورات الجديدة الهائلة في الخطاب النسوي وخطاب الأقليات.
وفي حدود ما أعلم، لم يكن هذا هو الحال في العالم العربي لأن كتبا من نوع كتابي تفسر كايماءات دفاعية مع أو ضد “الغرب” أقل ما تفسر بمعنى فائدتها الإنتاجية، ذلك يعود جزئيا ألا أن عملي يعد، بحق، أوروبي التمركز في نصوصه وجزئيا الى أن معركة البقاء الثقافي تستحوذ على كل انتباه.
عندما يفكر الأدب / آلان باديو
مدارات ادونيس – الحقيقة طريق، سؤال متواصل
الكاتب والمحَرَّم – مع ناصر الظفيري