يفترض بالمفكر العربي ،اليوم، أنه ينتج معرفة حديثة لمجتمع عربي حديث، ويفترض أن هذا المفكر يعرف أن الفهم السائد في هذا المجتمع للمعرفة، أنما هو الفهم الذي ينقله الطبري. فلماذا، اذن، لا يستطلع أولا الحقل الذي يعمل فيه، شأن كل مفكر؟ لماذا لا يسأل : هل ما يقوله الطبري، وهو القول السائد، صحيح؟
لماذا لا “يحرث” الحقل المعرفي الذي يعمل فيه ، بدلا من العمل على هوامشه وأطرافه، اهمالا أو تناسيا أو تجنبا، أو يبني “فوق” هذا الحقل، سقفا لا قاعدة له، ولا أعمدة؟
لماذا لا يبدأ، فيقرأ ما قرأه الأوائل مجددا هذا الحقل المعرفي، تجديدا كليا؟
تلك هي المسألة. وفي ضوء هذه المسألة نرى أن البحث العلماني، على اختلاف مستوياته وتنوعها، في النتاج العربي “التراث”، يسلك المسلك نفسه الذي يسلكه البحث الديني، لكن تحت عباءة مختلفة. ومهما بدا أن هناك خلافا بينهما، فإنه في الواقع والحق، خلاف ظهري وشكلي.
وليس الفكر عباءة، بل هو الجسد ذاته.
ان الخطوة الأولى للفكر العربي الجديد هي مساءلة “الأصول ذاتها” ومن ثم مساءلة القراءات التي قام بها الأوائل، في نقد جذري وشامل لمنهجها وطبيعة معرفتها. تلك هي المسألة المعرفية الآن.
الكاتب والمحَرَّم – مع ناصر الظفيري
رهائن في عقل زوكربرغ / زادي سميث
الكاتب والمحَرَّم – مع راجي بطحيش