وفقا للشاعرسعدي يوسف كُتِبَت هذه النصوص بين الثالث من أيّار ( مايو ) 2011 والٍثاني عشر منه ، في قرية فارموند الهولندية من أرباض لايدِن .
القصائد كما يصفها الشاعر ” ممسوسةٌ . بمعنى أنها كُـتبَتْ تحت وطأة حُمّى شديدةٍ أصابتني في الفترة هذه . لم أحاولْ إعادةَ نظرٍ أو مراجعةَ كتابةٍ ، وتركتُ النصوصَ عاريةً . لكنها ليست مسوّداتٍ . إنها التجربةُ على أيّ حال“.
أكثر من سماءٍ واحدةٍ
الآن ، صرتُ أقتنعُ ، بأننا ، أنتِ وأنا ، يا أندريا
لسنا تحت سماءٍ واحدةٍ . لِمَ أقولُ هذا بعدَ الأعوامِ
كلِّها ؟ بعدَ أنْ لم يَعُدْ لدينا ما يلسعُ في جسدِ الآخرِ
وارتعاشةِ الهـُـدْبِ ؟ هل اللغةُ سياجٌ ؟ واللونُ ؟
أعني البشَرةَ والعينين ورايةَ الشَّعرِ ؟ الأتراك الذين كادوا
يقتحمون بوّابةَ فِـيَيـنّا ؟ أم تظنينه الصيفَ ؟ الصيفَ
بهوائهِ الخفيفِ ونبيذِه الأبيض؟ دعي الستائرَ مُسْدلةً.
مَن قال إن الصراحةَ فضيلةٌ ؟ ألم يكُنْ خيراً لكِ لو تجاهلتِ
المرأةَ الأخرى ؟ ألم يكُنْ خيراً لي ( ثم لنا نحن الإثنين )
أن أتجاهلَ الرجُلَ الآخرَ ؟ هل سيختلفُ العالَمُ ؟
أعني هل ستَغرُبُ الشمسُ من الشرقِ ؟ شجرةُ التينِ
في حديقتِكِ المنزليّةِ لا تزالُ تُثمرُ تيناً أخضرَ مُرّاً .
والزيتونةُ التي زرعتِها أنتِ بيدَيكِ القويّتَينِ ، في حديقتي
المنزليةِ بهَيرفيلد ، لن تثمرَ أبداً . لكني أنتظرُ . على المرءِ
أن ينتظرَ الشجرةَ . الشجرةُ ، وحدَها ، تعرفُ مواعيدَها .
فارموند 03.05.2011
في نيويورك
هل نحنُ في تفّاحةِ نيويورك؟
ماذا لوتناوحت الرياحُ ، وأقفرتْ ليلاً مقاهي الجازِ ؟
هل سـنُـعِــدُّ مائدةً لشخصَينِ ؟
وهل سنعودُ من ذاكَ الدُّوارِ بمتحفِ الفنّ الحديثِ ؟
أكان بيكاسو يناقِشُ مَن تكونينَ :
الفضاءَ الحُرَّ
والموديل
والعنقاءَ …
أمْ في كنائسِ هارلِِم … المأوى ؟
وآخِرُ خلْـجـةٍ للجازِ ؟
والتْ وِيتمان يعْبرُ ، قبلَنا ، الجسرَ الصديءَ
ونحن منتظِرانِ
في مقهىً بلا جازٍ
ولا أزهارِ مائدةٍ لشخصَينِ
………………
………………
………………
الرياحُ تناوَحَتْ .فارموند 04.05.2011
الخيمة النمساويّــة
خيمتُكِ النمساويّةُ
قد نُصِبَتْ منذ ثلاثةِ أيّامٍ
في أرضِ الصوماليّينَ
بلندنَ ،
لكنْ منذُ ثلاثةِ أيّامٍ
وثلاثِ ليالٍ أيضاً
لم يدخلْ في الخيمةِ طفلٌ صوماليٌّ !
كان هنالك موسيقى
مسرحُ سحرٍ وعرائسَ
رقصٌ هنديٌّ للمطرِ …
لكنْ
منذُ ثلاثةِ أيّامٍ
وثلاثِ ليالٍ
لم يدخلْ طفلٌ صوماليٌّ
خيمتَكِ النمساويّةَ
خيمةَ تلكَ الساحرةِ النصرانيّةِ
خاطفةِ الأطفالِ الصوماليّين إلى الجنّةِ ،
جَـنّــتِــها !فارموند 05.05.2011
السن الذهبية / ادريس خالي
نصوص / تغريد عبد العال
مختارات من “ومخالب إذا لزم الأمر” / خالد أبو بكر